تعريف تحليل CRP يعرف تحليل CRP على أنَّه الاختبار الذي يقيس مستوى البروتين المتفاعل (C-reactive protein) في الدم، وهو عبار بروتين ينتجه الكبد استجابةً للالتهاب لينتقل بعد ذلك خلال الدورة الدمويَّة في الجسم،[١] حيث يعد الالتهاب إحدى وسائل الجسم لحماية أنسجته عند التعرُّض للجروح والعدوى، وهو ما يسبِّب الألم والاحمرار وتورُّم المنطقة المصابة،[٢] وبذلك يمكن القول بأن اختبار البروتين المتفاعل C قد يساعد على تشخيص العديد من المشاكل الصحيَّة الحادَّة والمزمنة المسبِّبة للالتهاب.[٢] 0 seconds of 0 secondsVolume 0% اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة كما ويوجد اختبار أكثر حساسيَّة من اختبار CRP اسمه اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (hs-CRP)، يمكن إجراؤه إلى جانب الفحص العادي للبروتين المتفاعل C،[٣] إذْ إنَّ لاختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة قدرة على قياس مستويات قليلة جدّاً من البروتين في الدم تتراوح ما بين 0.3-10ملغرام/لتر، بينما يقيس الاختبار العادي المستويات التي تتراوح بين 8-1000ملغرام/لتر.[٤] وعادةً ما يُستخدم الاختبار عالي الحساسيَّة لتقييم المشاكل والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease)؛ الذي تتضيَّق فيه شرايين القلب، مما يؤدِّي إلى الإصابة بنوبة قلبيَّة (Heart attack).[٣] الحالات التي تستدعي إجراء CRP ما هي الحالات التي تستدعي إجراء CRP؟ وجود مشكلة صحية تسبب الالتهاب يطلب الطبيب إجراء تحليل CRP عند وجود شكوك حول وجود مشكلة صحيَّة تسبِّب الالتهاب،[٥] إذ يُستخدم هذا الفحص في تشخيص عدد من الأمراض كما ذكر سابقًا، منها أمراض المناعة الذاتيَّة، كالتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، والذئبة (Lupus)،[٢] وأمراض الأمعاء الالتهابيَّة، مثل داء كرون (Crohn’s disease)، والتهاب القولون التقرُّحي (Ulcerative colitis)،[١] وإصابات الأنسجة والأعضاء، والسمنة، ومرض السرطان.[١] 0 seconds of 0 secondsVolume 0% بالإضافة إلى تشخيص بعض المشكلات الصحيّة، فإنَّ هذا الاختبار يُستخدم أيضًا في مراقبة صحة الشخص الذي تم تأكيد إصابته بإحدى الأمراض المذكورة سابقًا، ومراقبة مدى فعاليَّة العلاجات المُتبَّعة في السيطرة على تلك الحالات، فالعلاج الناجح يؤدي إلى تراجع الالتهاب في الجسم، وبالتالي انخفاض مستوى البروتين المتفاعل C في الدم.[٥] الإصابة بعدوى معينة قد يطلب مقدِّم الرعاية الصحيَّة إجراء تحليل CRP عند اعتقاده بوجود عدوى بكتيريَّة،[٦] والتي من الممكن أن تتمثل بالتهاب العظم والنقي (Osteomyelitis) أو الإنتان (Sepsis)، أو كما هو معروف بتسمُّم الدم؛ حالة شديدة قد تكون مهدِّدة للحياة وتتطلَّب التدخُّل الطبِّي المباشر.[٧] ومن الجدير بالذكر أنَّ مستويات البروتين ترتفع خلال ساعات بعد الإصابة بعدوى شديدة، وقد ترتفع مستوياته أيضًا عند الإصابة بعدوى فيروسيَّة، ولكنها ليست بالشدّة التي تحدث عند الإصابة بالعدوى البكتيريَّة،[٧] كما يُستخدم تحليل CRP في تشخيص ومراقبة المصابين بعدوى فطريَّة.[٢] مشاكل القلب وتضيق الشرايين التاجية بالرغم من أنَّ فحص البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة مرتبط بمشاكل القلب وتضيُّق الشرايين التاجيَّة كما ذكر سابقًا، إلا أنَّه لا يُعطِي دلالة على مكان الالتهاب الموجود، وبالتالي فمن الممكن ارتباط نتيجة هذا الفحص المرتفعة بوجود التهاب في مكان ما غير القلب، وبحسب جمعيَّة القلب الأمريكيَّة (American Heart Association)، فإنَّ الفحص عالي الحساسيَّة يكون فعالًا في الحالات التي لديها نسبة خطورة الإصابة بالنوبة القلبية معتدلة أيْ تتراوح بين 10-20% خلال العشرة أعوام القادمة، وليس فعّالًا في الحالات التي يكون خطر إصابتها بالنوبة القلبية ضئيلًا.[٨] ويعتمد هذا الخطر الذي يُطلق عليه اسم تقييم المخاطر الشامل (Global risk assessment) على نمط الحياة وتاريخ العائلة والوضع الصحِّي الحالي، ومن المهم التنبيه على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائيَّة والعلاجيَّة اللازمة للذين يرتفع لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة بغضِّ النظر عن مدى ارتفاع نتيجة الفحص عالي الحساسيَّة.[٨]